عُهِدَ أنَّ " العلم بغير عقلٍ فساد " : أي أن المرء ولو بلغ من العلمِ ذروته ؛ إذا كان غير ذي عقلٍ فينتفعُ بالعلمِ ، وينفع به ، و يصرفه في وجوهه ؛ أنه يؤول بصاحبه الى الضلال والفساد ، ويكون طريقاً
لـ ضلالِ غيره كذلكـ ، وتلكـ أعظمُ البليَّة ..
؟وهذا في شأن من ملكـ العلم وفقد العقل،فكيف بمن فقدهما جميعاً؟ !! ثمَّ هو يجادل في مسائل الشَّرعِ ، وينتصرُ لأقوال الضلال جهلاً وهوى ، ويحتجُّ بالخلاف ، ويشقق الألفاظ الشرعيَّة تفسيراً وتأويلاً بالهوى ، وكأنما حوى العلم من أطرافه !!
عجباً لأمرِ هؤلاء !!
إذا كان الإمام مالكـ وهو من هو في القدر والعلم وشهد له أئمة العلم يقول : " ربما وردت علي المسألة تمنعني من الطعام والشراب والنوم " انتهى .
كل ذلكـ الحرصَ منه لمعرفته بـ خطر التَّكلم في الدِّين بغير علم ، أو التصدُّر له ، وأنَّهُ مهلكةُ الجاهل ، وطَريقُ ضياعٍ لمن ضيَّع ..
!! والعزاء بالدين ، والنفس ، والعقل ؛ لذاكـ الذي يُنفقُ دينه في الضلالات والجَهل ؛ ويظنُّ أنه يبني قصراً ، وهو في حقيقته يَهدمُ مصراً !!
المفضلات